«شباب البرنامج الرئاسى» يناقش «التطرف»
نطلقت أعمال المنتدى الأول لنماذج المحاكاة للدارسين بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على القيادة، أمس، فيما يمكن أن يطلق عليه «نموذج محاكاة للدولة»، بهدف التعرف على رؤية الشباب حول المشكلات التى تواجه مصر واقتراح الحلول المناسبة والواقعية لها.
وعرضت الورقة المقدمة من عدد من الدارسين مشكلة «انهيار منظومة الأخلاق فى مصر خلال الفترة الأخيرة»، والتحديات التى أدت إلى اختلال منظومة القيم والسلوكيات فى المجتمع مثل تراجع «الخير والحب والعدالة والقدوة والإحساس بالأمان والطمأنينة والأسرة والانتماء للوطن، وانتشار اتجاهات السخرية بين الشباب».
وطالبت، بوضع استراتيجية للحفاظ على رأس المال الاجتماعى من خلال إصلاح منظومة التعليم وتفعيل دور الأسرة والأزهر والمؤسسات الدينية، إلى جانب التنشئة السياسية.
وأشارت ورقة بحثية أخرى إلى سبل مواجهة التطرف الفكرى، وأخطرها التطرف الدينى مثل تنظيم داعش وغيره من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، على أن تكون الحلول نبذ التطرف الفكرى وبناء شباب واعٍ قادر على التمييز، وتنظيم ندوات تثقيفية وقوافل ميدانية لتعزيز مفهوم الخدمة المدنية، وإعلاء قيمة الوطن فى الدين.
ولفتت إلى دور الفن فى التعرف على مشكلات المجتمع والمطالبة بحلول لها، واقترحت الارتقاء بالذوق العام، وأن تلعب الدولة دوراً فى ذلك من خلال الرقابة والإسهام فى إنتاج الأعمال الفنية الراقية وتشجيعها، لتكون بديلاً عن الأعمال الهابطة المليئة بالإسفاف.
وشارك فى مناقشة ورقة بحثية حول «رؤية نحو الثقافة والأخلاق، خاصة فى عصر العولمة وما يعرف باسم صراع الحضارات»، كل من حلمى النمنم، وزير الثقافة، والدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، ونادر مصطفى صديق، عضو مجلس النواب.
وعقّب وزير الثقافة، على هذه الورقة قائلاً: «إن الرؤية التى طرحتها حادة، فليس هناك انهيار أخلاقى فى مصر، بل يمكن القول بحدوث بعض التغيرات، ولايزال هناك تماسك أخلاقى»، مشيراً إلى أن ما حدث لـ«سيدة المنيا»، أثار إدانة الرأى العام كله وتعاطف معها، نافياً عدم وجود انتماء للوطن، حيث شارك ملايين المواطنين فى ثورة ٣٠ يونيو للدفاع عن الوطن وهويته، وأن هناك قدوة فى المجتمع رغم وجود السلبيات.
وحول الفن، قال الوزير إن الأفلام القديمة كانت راقية وتحتوى أدباً فى الحوار والجمال والذوق الرفيع حتى عند تصوير الحارة، أما الآن فإن الأعمال الفنية الحديثة لم تعد تهتم بالسلوكيات الحميدة، موضحاً أن أحد الفنانين السوريين قال له إنه تعلم حسن الملبس والمظهر من الأفلام المصرية القديمة.
وأضاف النمنم: «نريد للفن المصرى أن يعود كما كان، ينتقد الواقع كما يشاء لكن بأسلوب جميل.. الفقر والعجز لا يعنى القبح والوقاحة.. فى نهاية الأمر صور الناس زى ما أنت عايز بأسلوب جميل لأن الله جميل يحب الجمال».
وأكد أن الفن جميل ويجب على الفنانين أن يراعوا الجمال فى كل أعمالهم، وتطرق إلى إقبال الجماهير حالياً على عروض الأوبرا، وطالب بنشر دور الأوبرا فى جميع المحافظات لتحقيق ما وصفه بالعدالة الثقافية، بمعنى أن يوزع المنتج الثقافى الراقى على جميع المواطنين فى ربوع مصر، مضيفاً أنه تم مؤخراً نقل بعض احتفالات دار الأوبرا إلى عدد من الجامعات.
وعلق «الأزهرى» على الورقة البحثية، مشيداً بالمستوى العلمى الرفيع لمعدى الورقة، وقال: «قضية التغير الأخلاقى ربما قد تصل إلى الانهيار الذى تشير إليه الورقة.. نحن أمام صورتين، الأولى الإنسان المصرى الذى بنى الهرم والأزهر وحفر قناة السويس والجيش القوى، وهى هنا إنسان ملتزم ورائد وله دور فى العالم، وقادر على التعمير والبناء، وربما شعر المصرى فى بعض الأحوال بالإحباط وفقدان الثقة فى الذات وربما فى الوطن، وهو ما تصوره بعض الأفلام الآن».
وأشار إلى أن منظومة القيم تتعرض أحياناً للتجريف، الأمر الذى يحتاج إلى استنفار لإعادة ثقته فى ذاته وقدرته على تجاوز الأزمات والتغلب عليها.
وفيما يتعلق بالتطرف الفكرى، أشار «الأزهرى»، إلى التآخى التاريخى بين المسلمين والمسيحيين ما يعبر عن حالة مصرية مستقرة، إلى أن جاء حسن البنا والإخوان المسلمون وظهرت «فكرة الصدام»، مؤكداً ضرورة إزالة ما يسمى بصدام الحضارات ودعم التسامح.
فيما اعترف الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية، خلال الندوة، بوجود فساد فى المحليات قائلا: «المحليات فيها فساد ما حدش ينكر، لكن المحليات تتحمل فسادا غير موجود بها مثل وجود أشياء لا تتبع المحليات تحمّل عليها مثل انقطاع الكهرباء، والمياه»، مؤكد أن التحدى كبير لمكافحة فساد المحليات وتطويرها.
ويناقش «المنتدى»، الذى يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى إطار إعلان الرئاسة ٢٠١٦ عاماً للشباب، على مدى ٣ أيام، مجموعة من الأوراق البحثية التى أعدها الشباب الدارسون، حول تطوير القطاع السياحى، وتفعيل «الرؤية المستقبلية ٢٠٣٠»، وأوضاع الدولة والتحديات التى تواجهها وبرامج العمل الوطنى، كما تشمل الأوراق تطوير المحليات والعشوائيات، والتحديات الاقتصادية وأزمة الدولار، والثقافة والأخلاق والهوية، وتطوير المنظومة الصحية، ورؤية متكاملة للسياسات الخارجية فى ظل المتغيرات والتحديات الدولية.
وتتضمن الأوراق البحثية تطوير الزراعة والإنتاج الحيوانى، والحفاظ على الآثار المصرية وتعظيم الاستفادة منها، والتنمية المستدامة فى المشروعات القومية الكبرى، وتطوير آليات العلاقة بين الدولة والشباب، وتحديث الصناعة مع ورقة متخصصة فى صناعة الدواء، ورؤية متكاملة حول التطرف الدينى، وتطوير الصعيد والمحليات والمجتمع المدنى ومحور قناة السويس والثانوية العامة.